
أتى العيد و حالنا كحال ابي تمام الذي يقول:
بالشام اهلي و بغداد الهوى و انا بالضفتين و بالفسطاط إخواني
من العائدين دار جدي
من العائدين خلوتنا تفقد راتب المهدي …
من العائدين يا أهلي و من أهوى
في حلفا و في كسلا
شواء العيد و لمة الصحبة
دعوات أُماتي
من العائدين و الخوف و الاحزان بساط في حوارينا
من العائدين والأحباب قد رحلوا…
من العائدين لا فرح و لا عرس يسلينا
أتى العيد لا عمار و فطومة
لا عيدية و لا حلوى و لا لبسة ….
من العائدين
و لا حمزة في خطبة العيد يشجينا و يتحفنا ويوعظنا ….
من العائدين و صوت المدفع يرعبنا و يفزعنا
طيران يضرب مدارسنا
و كلاب تسرق حلاوتنا
و تلبس ملابسنا و ترقد في اسرتنا…
من العائدين أشجار النيم اصفرت من فراق جلستنا
من العائدين رمال حلتنا
ضحكات جلستنا
من العائدين قهوتنا
من العائدين أراك حلتنا
من العائدين مدارسنا
ميادين الانس و الطرب صارت مقابر لموتانا
و بقايا المدفع المحروق
من العائدين زملائي في المكتب
لا منحة ولا صرفة و لا مرتب
من العائدين طلابي و مكتبتي
اوراقي و أقلامي التي حرقت
من العائدين لمن تقرع الاجراس؟
يا طلابي اصطفوا
اين نشيدنا الوطني؟
انشدوا الاشعار
ارسموا اللوحات
بلدي المجروح يا ولدي
نجحنا في تخلفنا
تخلفنا من تقدمنا
افعال ساستنا
هواة السلطة و الكرسي
سرقوا ثورة الأجيال التي حلمت
و صد في وجهها المدفع
من العائدين متى نرجع؟
سنرجع تاني مقرن النيلين و قبة المهدي
و الساحة الخضراء رياضتنا ..
و تصدح بلابلنا
رجعنالك رجعنالك
من العائدين يا بلدي
من العائدين دار جدي