أخبار العالمعالمية سياسية

نقطة اللاعودة.. هل بدأ الأردن العد التنازلي لحظر جماعة الإخوان؟

سودان ستار

 

 

مخططات خطيرة تُعيد الجماعة إلى واجهة الجدل

________

عادت التساؤلات بشأن مصير جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إلى الواجهة، عقب إعلان الأجهزة الأمنية الأردنية إحباط مخطط تخريبي على صلة بالجماعة. وبين سيناريوهات متعددة محتملة، يظل المؤكد أن ما بعد هذه التطورات الأمنية لن يكون كما قبله، في ظل تصاعد الدعوات لتصنيف الجماعة كتهديد أمني يستدعي حسمًا قانونيًا.

 

من التسلل السياسي إلى التسلح العسكري

 

في منتصف أبريل الجاري، كشفت دائرة المخابرات العامة الأردنية عن تفكيك خلية مرتبطة بجماعة الإخوان، تضم 16 شخصًا، كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية داخل المملكة.

ووفق بيان المخابرات، فإن المخططات شملت:

 

تصنيع صواريخ باستخدام أدوات محلية وأخرى مستوردة لأغراض غير مشروعة

 

حيازة متفجرات وأسلحة نارية

 

إخفاء صاروخ معد للاستخدام

 

مشروع لتصنيع طائرات مسيرة

 

تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وخارجها

 

 

الدائرة الأمنية أشارت إلى أن رصد ومتابعة هذه التحركات بدأ منذ عام 2021، فيما اعتبر محللون أن طبيعة المضبوطات تشير إلى تحوّل خطير من العمل السياسي إلى النشاط العسكري السري.

 

هل تتجه الدولة نحو الحظر؟

 

أستاذ العلوم السياسية الأردني، خالد شنيكات، يرى أن تطورات القضية قد تفرض على الدولة اتخاذ قرارات جذرية.

وقال في تصريح لـ”العين الإخبارية”:

“إذا ثبت أن هذه الخلية تمثل قرارًا تنظيميًا للجماعة، فإن حزب جبهة العمل الإسلامي سيكون مهددًا بالحل، وفقًا للدستور والقانون”.

 

وفي حال اتخاذ هذا القرار، فستكون سابقة تاريخية، تُنهي عقودًا من شرعية الجماعة وتفتح الباب أمام مراجعة شاملة لدورها في الحياة العامة.

 

من جهته، توقع الخبير الأمني الأردني والعميد المتقاعد عمر الرداد صدور قرارات حكومية قد تصل إلى حل حزب “جبهة العمل الإسلامي”، الذراع السياسية للجماعة.

وأوضح الرداد لـ”العين الإخبارية”، أن حل الحزب سينعكس مباشرة على مجلس النواب، إذ سيُطرح تساؤل قانوني حول وضع نواب الجماعة، وربما تؤول الأمور إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة.

 

ولفت إلى أن “كتلة الحركة الإسلامية تتألف من 32 نائبًا، 17 منهم فازوا عبر القوائم الحزبية، والبقية عبر الدوائر الانتخابية”.

 

انقسام داخلي وتحالفات إقليمية مقلقة

 

الخبير الاستراتيجي الأردني منذر الحوارات رأى أن ما جرى يعكس “تصدعًا داخليًا في بنية الجماعة”، التي تتجاذبها تيارات متعارضة.

 

وأوضح أن أحد التيارات يسعى إلى الاندماج في الهوية الوطنية الأردنية، بينما يتجه آخر نحو محور حماس – حزب الله – إيران.

هذا التيار الأخير، بحسب الحوارات، لا يتردد في استخدام السلاح والعمل المسلح كوسيلة استراتيجية، لا تكتيكية.

 

وأضاف: “التيار المتحالف مع حماس صار مرتبطًا بحزب الله، وبالتالي من المرجح أن يتبنى أجندات مشابهة لإيران، تشمل التجييش وامتلاك السلاح”.

 

الضربة التي قصمت الصورة الذهنية

 

الباحث المصري ماهر فرغلي وصف كشف الخلية بـ”الضربة التي تقصم صورة الجماعة لدى الشارع الأردني”، الذي يرى في الاستقرار مسألة مصيرية لا تقبل العبث.

 

وأشار فرغلي في تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، إلى أن الدولة الأردنية اعتادت توجيه ضربات دورية للجماعة، التي تنقسم بين “صقور” يستغلون اللحظات الإقليمية لتوسيع النفوذ، و”معتدلين” يعانون من التهميش داخل التنظيم.

 

واعتبر أن ما جرى هو بمثابة “تقليم أظافر للجماعة” في لحظة إقليمية حرجة يتصدر فيها الاستقرار أولويات الدولة والمجتمع.

 

التسلل الخيري.. وجه خفي للجماعة

 

لأعوام، عملت الجماعة في الأردن تحت مظلة العمل الخيري، متوغلة في البنية الاجتماعية والسياسية حتى أصبحت جزءًا من البرلمان والمجتمع المدني.

غير أن هذه الشرعية كانت تخفي وجها آخر، كشفت عنه برقية أمريكية سرية اطّلعت عليها “العين الإخبارية”.

 

البرقية أشارت إلى بنية مزدوجة للجماعة وحزبها، وتحكّم مجلس شورى عالمي في قراراتها الداخلية. كما رصدت كيف استغل الإخوان قضايا حساسة – مثل الحروب الإسرائيلية على غزة – لتعبئة الشارع الأردني وتوظيفه سياسيًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى