كتب الشاعر أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب:
تصادف هذ الايام الذكرى السادسة والثلاثين لاقتياد الشاعر ابوذر
الغفاري صاحب ضجة الشوق والهواجس من بيته الى غيبته
القسرية ولا تزال القلوب متعلقة به وباشعاره زادا في سبيل الحق
والجمال
من أبي ذر الغفاري إلى أبي ذر الغفاري
صاحب ضجة الشوق، في صمته البليغ
للشعرِ حين يجيءُ من قدسِ الهوى بأس
وللكلماتِ حين تكونُ صوتَ الكادحين
يا مُورِق الروح، إذا الأرواح شاختْ
إنما الكلمة أمرٌ،
إن علت، خسرت أيادي المبطلين
في البدءِ كانتْ
نقطةَ الظلمةِ والنورِ معاً
فتداعت، ثم صارت
صولجانَ الخلقِ للحق المبين
وصوادق الكلمات أسلحة
لها حد كما السيف السنين
سبحان من أسرى بصوتِك من أتونِ الحبِّ
نحو العروةِ الوثقى
وصبَّ عليك، فيضاً من رحيقِ المرسلين
ما غيبوك
فأنت في شدْوِ الحداة إذا تراخى الليلُ
أغنيةٌ
وفي زَهوِ النخيل المشرئب
وفي انفعالِ العاشقين
كفَّاكَ قد كانا سيوفاً في قراعِ الخطبِ
مستلان
ما هدت قواك إعاقةٌ
إن المعاق من الذي خشي النضال
إذا دعا الداعي وهبَّ الثائرون
ما ضر صاحبَ همةٍ قيدٌ
فقيد العقل أفدحُ
ما الإعاقة غيرُ عجز القادرين
قد جئتَ من أقصا المدينة شاهراً (لاءً) جهاراً
إن لاء الرفض في وجه الطغاة
إذا استطال الظلم دِيْن
في صمتك الأبدي أفصحُ نبرةٍ
في وجهك المخفي أبهى نظرةٍ
في مدك الفياض إلهامٌ
فدندن: (ليت قومي يعلمون)
أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب











