عزيز الدود يكتب: متى ستنتهي هذه الحرب؟ لقد تعبنا من الانتظار…

يبدو أن القادة السياسيين والعسكريين غير مبالين بمعاناة المواطنين الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لهذه الحرب العبثية. المعاناة واحدة، سواءً لأولئك الموجودين داخل السودان أو خارجه، خاصة من لا يملكون مدخرات تكفيهم لتأمين السكن والتعليم والغذاء.
وفيما يخص التعليم، لا يمكن تجاهل أن 70% من الطلاب حُرموا من الدراسة لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، بما في ذلك طلاب الجامعات. كما أن آلاف الطلاب السودانيين في مصر محرومون من التعليم بعد قرار السلطات المصرية إغلاق المدارس السودانية هناك، دون أي تحرك من السلطة الانقلابية في بورسودان لحل هذه الأزمة منذ أكثر من عام.
ومع ذلك، تظل مشكلة التعليم ثانوية مقارنة بمعاناة من يعيشون داخل السودان، حيث ينعدم الغذاء والدواء وحتى الماء الصالح للشرب في كثير من الأحيان. الناس يموتون بسبب الجوع والأمراض المزمنة التي لا تتوفر أدويتها، بالإضافة إلى الأمراض الناتجة عن تلوث المياه.
هل ستستمر هذه المعاناة لسنوات أخرى، في ظل عجز الأطراف المتحاربة عن حسم الصراع وعدم رغبة السلطة الانقلابية في التفاوض الجاد لإنهاء الحرب؟
يبدو أن الأولوية هي حماية مصالح فئة ظلت مسيطرة على السلطة والثروة منذ الاستقلال.
خطابات البرهان وحلفائه مليئة بالتحريض والرغبة في الانتقام، دون أي بوادر إيجابية لإنهاء الحرب. في آخر تصريحاته، هدد البرهان قوات الدعم السريع دون أن يملك القدرة على تنفيذ تهديداته، مما يجعل كلماته مجرد استعراض فارغ لا يغير من الواقع شيئًا. بدلًا من السعي لحل سلمي، يواصل إطلاق التهديدات المستحيلة التنفيذ.
وردًا على الضربات الجوية التي استهدفت قاعدة وادي سيدنا العسكرية (والتي تكبدت خسائر تقدر بملياري دولار وفقًا لبعض المصادر)، تحدث البرهان عن نيته استيراد أسلحة جديدة لمواجهة هجمات المسيرات.
هذا يعني مزيدًا من الإنفاق على الحروب بدلًا عن إنقاذ المدنيين الذين يعانون من النزوح والجوع والمرض.
يتضح من كلامه أنه مصمم على مواصلة الحرب بلا أي اعتبار لمعاناة السودانيين.
يتحدث البرهان دائمًا باسم “الشعب السوداني” كأنه ممثله الشرعي، بينما هو مجرد انقلابي اختطف السلطة وأدخل البلاد في دوامة الدمار.
ثم يأتي الآن ليتحدث بوقاحة وكأنه يمثل إرادة الشعب!
على الشعب السوداني أن يدرك أن ما يسمى “حرب الكرامة” مجرد كذبة لترويج شرعية مزيفة لهذه الحرب.
هذه الحرب هي حرب الكيزان، الذين أشعلوها ليعودوا إلى السلطة، بينما يجلس قادتهم في فنادق الدوحة وإسطنبول والقاهرة، و يحرضون الناس على الاستمرار في تدمير البلاد.
الذين يرفضون وقف الحرب اليوم لا يمثلون الشعب السوداني. والمؤسسات التي يُعتقد أنها تمثل الدولة، مثل الجيش ومجلس السيادة، هي مؤسسات مختطفة، وأصبحت في الحقيقة، تحت سيطرة الإسلاميين، ولا تعبر عن الإرادة الوطنية.
يجب إيقاف هذه المهزلة قبل أن تمتد أيدي دواعش الحركة الإسلامية لتفتيت ما تبقى من هذا البلد وتمزيق نسيجه الاجتماعي أكثر مما هو ممزق بالفعل.
لقد أضرّوا بالسودان بما يكفي…